كان بودي أن أتحدث بنبرة الثقة والتفاؤل التي خرجت بها تصريحات الأخ خليل الحية (أبو أسامة) عن الانتصار ونحو ذلك، ولكن واقع الكارثة وآلام الخيام وبؤس الحياة المعيشية وفقدان الكرامة في معسكرات النزوح، تردني إلى دموعي وأحزاني، لأنني شخص يقرأ باعتبارات النتائج وعواقب الأفعال، فليس الواحد منا وهو يعايش مآسي النزوح ومخاوف التهجير القسري يمكن أن يكون "بغبغاءً عقله في أذنيه".. فلأخي خليل الحية وللكثيرين من قيادات حركة حماس في الخارج، والذين تعودوا الظهور في وسائل الإعلام، أقول وبمنتهى الإخوة والصراحة: إن لغة الشعارات والحناجر لم تعد تناسب المرحلة، وهي تتطلب تغييراً جذرياً في نظرتنا للأمور وكيف نُقّلبها، والحديث عما وقع وكأنه مناوشة مسلحة على الحدود، يمكننا فيها القول بنشوة: انتصرنا!!
نحن نعيش -ومنذ عامين أو يزيد - كارثةً إنسانية وتداعيات حرب انتهكت مجازرها الحجر والشجر والذكريات والأثر. نعم؛ نحن ما زلنا صامدون، ولكننا في الوقت نفسه خائفون على مستقبل وجودنا وأطفالنا ونسائنا وما ينتظرنا من غيابات اليوم التالي.
لذلك، أكرر القول ودمعي يملأ العينين: ارحمونا.. وارحموا من في الخيام، أولئك النازحون الذين كشفت ضعفهم وقلة حيلتهم الأمطار، بعد كلِّ ما أصابهم، وما حلَّ بهم من خراب ودمار.
الواقع تغير أيها الاحباب ولكن يبدو أن عقول الكثيرين من بينكم لم تتغير!!