- مسيرتان إسرائيليتان تقصفان الضاحية الجنوبية لبيروت
منذ بداية العدوان ونحن نكتب ونقول إن خطة "نتنياهو" هي فرض السيطرة الأمنية على قطاع غزة، إما عبر احتلال مباشر وحكم عسكري، وإما بشكل غير مباشر، وهنا تعددت الطروحات لما بعد الحرب ومنها:
واضح أن نتنياهو يريد إطالة العدوان حتى يعفي نفسه من طرح خطة لما بعد الحرب لأنه حسم أمره، ف "الشريط الامني، واحتلال معبر رفح، وطريق ما يسمى نتساريم، ولاحقا السيطرة على محور فيلادلفيا (صلاح الدين)"، يؤكد على انه ذاهب إلى احتلال قطاع غزة وفرض حكم عسكري، أما قصة لا "حماستان" ولا إستبدالها بـ "فتحستان"، فهي ليست سوى تبريرات لما يخطط له "نتنياهو" مع حلفاءه من جماعة "سموتريتش" و "بن غفير"، خطة حسم الصراع عبر التهجير والتطهير والإبادة وفرض السيادة الإسرائيلية في الضفة والقطاع
أين تكمن مشاكل خطة "نتنياهو"
أولا: المقاومة وقدرتها على مقاومته في كل قطاع غزة، وتحويل طموحاته نحو حرب استنزاف في الجبهات الأخرى وبالذات "جبهة الشمال"، إلى جانب مقاومة شرسة لا تلين وتلحق بجيشه خسائر فادحة في مجمل قطاع غزة
ثانيا: السلطة الفلسطينية، وقد طرحت نفسها بديل، لكنها اكتشفت أمرين، الأول، ان نتنياهو لا يريدها، والثاني أن الأمريكي يتلاعب فيها ولا وجود لشيء اسمه دولة فلسطينية وثبت ذلك من الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، لذلك بدأت تتحدث عن التفاهم الفلسطيني الفلسطيني، وإنها لن تأتي على ظهر دبابة إسرائيلية، خاصة أنها ايضا مستهدفة من قبل حكومة نتنياهو
ثالثا: لا دعم إقليمي وبالذات ممن يسمون أنفسهم المعتدلين العرب، حيث خسرهم نتنياهو بسبب من تفضيله "سموتريتش" و "بن غفير" عليهم، فهم غير مستعدين لأن يكونوا قوة احتلال
رابعا: لا دعم دولي ولا حتى دعم أمريكي كامل، لكن بما يتعلق بالأمريكي فهو مستعد لاحقا لكي يعمل وفق الواقع الذي فرضه "نتنياهو"، بحيث يأتي بخطط اساسها حفظ الأمن الإسرائيلي، بما يعني ذلك تحقيق الأهداف التي يريدها "نتنياهو"
خلاصة توقعاتنا للقادم
المنطقة بعد فشل الأمريكي في خلط أوراقها عبر ما يسمى التطبيع بسبب رفض "نتنياهو" لأي خطوة تتعلق بالقضية الفلسطينية، اي رؤيا الدولة الفلسطينية، أصبحت مقسومة وبوضوح نحو محورين:
المحور الأول.. المقاومة وبكل جبهاتها من اليمن وحتى رأس حربتها في غزة مرورا بالعراق وسوريا وسيف ذو الفقار المُشرٓع في الجنوب اللبناني، والضفة القادمة حتما، وتقف جمهورية إيران الإسلامية على رأس هذا المحور "محور المقاومة"
المحور الثاني.. الكيان الصهيوني وداعميه من الأمريكان، وبعض دول اوروبا، وهذا المحور يعتريه خلافات وتحديات كثيرة بسبب من حماقة وعنجهية الكيان
أما البقية الباقية من العرب المتحالفة مع أمريكا والتي تدور في فلكها، فهي الآن في موقف لا تحسد عليه، كون الكيان الصهيوني الذي طبعت معه وتريد التطبيع معه لا يُعيرها اي اهتمام ولا يأخذ بعين الاعتبار أي من مصالحها، ويتعامل معها بأنها تحصيل حاصل لا مناص لها غيره هو وامريكا
أما العالم فهو يتغير وينقلب شيئا فشيء على الكيان الصهيوني ويرفض التعاطي مع السياسة الأمريكية غير القادرة على تطويع حليفها الأهم في غرب آسيا، أو كما قال "جوزيف بوريل" منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي: "أمريكا مرهقة في سياستها في الشرق الاوسط"، وهو يُهذب كلامه ويريد القول إن "أمريكا غير قادرة على فعل شيء ولا تستطيع الضغط على الكيان الصهيوني"
إذا نحن موجودين فيما يسبق زمن الانتصار الحتمي، حيث الكيان يعيش:
طبيعة الصراع المحتدم ومنذ أكثر من سبعة شهور حسم الأمور بشكل لا يمكن لأمريكا ومن هم في فلكها إعادة عقارب الساعة للخلف، لأن التاريخ مهما تخلله من ظلم فلا بد من ظهور فترات يظهر فيه الحق على الباطل، فترة رغم الدم الذي ينزف ويسيل فيها في كل لحظة ستنبت فيها شجرة حياة الشعوب المقهورة والمظلومة، ونحن في اللحظة التاريخية من عودة المارد الفلسطيني ليحيى ويعيش ويتكاثر ويتطور ويسود على ارضه ويقيم دولته وعاصمتها قدسنا وقدس كل المسلمين والمسيحيين، وكل ما نحتاجه هو الاستعانة بالصبر، لأن رب العز والجلالة جعل الاستعانة بالصبر سابقة على الاستعانة بالصلاة، قال تعالى: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين"
وما بعد الصبر سينبت دم الشهداء نصراً، لأنهم شهداء على طريق القدس، هكذا هم، وهم كذلك
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ