نشر بتاريخ: 2025/12/08 ( آخر تحديث: 2025/12/08 الساعة: 12:31 )

ذكرى "انتفاضة الحجارة" الـ 38: غزة.. من شرارة الثورة الشعبية إلى قلب حرب الإبادة

نشر بتاريخ: 2025/12/08 (آخر تحديث: 2025/12/08 الساعة: 12:31)

الكوفية

تحل اليوم الذكرى الـ38 لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، المعروفة بـ"انتفاضة الحجارة"، التي اندلعت في 8 ديسمبر 1987، لتشكل مرحلة فاصلة في التاريخ الفلسطيني الحديث، حيث انتفض الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي مطالبًا بالحرية والكرامة الوطنية. ومع حلول هذه الذكرى، يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة ظروفًا مأساوية في ظل حرب إبادة يشنها الاحتلال الإسرائيلي، مستهدفة المدنيين والبنى التحتية الحيوية، ما يضفي على الذكرى طابعًا مؤلمًا ومأساويًا في آن واحد.

أسباب الانتفاضة الأولى وجذورها التاريخية

انطلقت انتفاضة الحجارة نتيجة تراكم طويل من المعاناة الفلسطينية، بما في ذلك الانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان، والاستيطان، وقيود التنقل، والبطالة والفقر. وقد أشعل شرارة الانتفاضة حادث دهس شاحنة إسرائيلية للفلسطينيين في مخيم جباليا للاجئين، ما دفع الشباب الفلسطيني إلى الانتفاض باستخدام الوسائل المتاحة، أبرزها الحجارة، في مواجهة الجيش الإسرائيلي.

أدوات المقاومة والصمود

تميزت الانتفاضة الأولى بانتشار مقاومة شعبية سلمية وعصيان مدني، شملت الإضرابات، وقطع الطرق، وإلقاء الحجارة، والاعتصامات، وهو ما منحها اسمها التاريخي. ومع بساطة الوسائل، استطاعت الانتفاضة أن تظهر إرادة الشعب الفلسطيني وقدرته على الصمود في مواجهة آلة الاحتلال العسكرية، وأن تلهم الأجيال اللاحقة للنضال من أجل الحرية.

الارتباط بالواقع الراهن في غزة

اليوم، وبعد 38 عامًا، يعايش الفلسطينيون في قطاع غزة أحداثًا مأساوية على خلفية حرب إبادة تشنها إسرائيل، تستهدف المدنيين والمستشفيات والمرافق الحيوية. ويظهر التوازي بين صمود الشعب الفلسطيني في الانتفاضة الأولى واصراره على المقاومة اليوم، رغم كل الحصار والدمار والقصف المتواصل. ففي حين كانت الحجارة وسيلة المقاومة في 1987، فإن الفلسطينيين اليوم يواجهون آلة عسكرية متطورة، أسلحة ثقيلة، واستهدافًا ممنهجًا للمدنيين والكوادر الطبية.

ضحايا الاحتلال والتكلفة الإنسانية

شهدت الانتفاضة الأولى سقوط آلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين واعتقال عشرات الآلاف، فيما يتجاوز عدد الضحايا اليوم في غزة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال وكوادر طبية، في واحدة من أكثر المراحل مأساوية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتضيف حرب الإبادة الراهنة فصلًا مأساويًا إلى ذاكرة الفلسطينيين، ليصبح صمود الشعب الفلسطيني رمزًا خالدًا للتحدي والثبات في مواجهة الاحتلال.

الدروس والرسائل المستمرة

تذكر الانتفاضة الأولى الفلسطينيين والعالم بأن الحقوق الوطنية لا تُنتزع إلا بالمقاومة والصمود، وأن الشعب الفلسطيني ما زال يسعى لنيل حريته وكرامته رغم كل التضحيات. وفي ظل حرب الإبادة على غزة، تعكس ذكرى الانتفاضة صلة الماضي بالحاضر، وتؤكد أن نضال الفلسطينيين لم يتوقف، وأن الوعي الشعبي والوحدة الوطنية هما سلاحهم الأقوى ضد الاحتلال.