الكوفية غزة – قال مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم الاثنين، إن الاحتلال الإسرائيلي يعتقل في سجونه 18 أسيرا فلسطينيا، أمضى أقلّهم ربع قرن في الأسر بشكل متواصل.

وأكد المركز، في بيان صادر عنه، أن هؤلاء الأسرى يستحقون الحرية بعد هذه السنوات الطويلة من الاعتقال والتنكيل، وقد فقددوا العشرات من عائلاتهم وأحبابهم خلال فترة الأسر.

وقال مدير المركز، الباحث رياض الأشقر، أن العالم يقف متفرجا على أعمار هؤلاء الأسرى وهى تنقضي خلف قضبان السجون الباردة، "والتي تحمل بين جدرانها الموت المحقق أو المرض الملازم بقية الحياة دون شفقة أو رحمة، ودون تدخل حقيقي يضمن الحرية والانعتاق من الأسر لهؤلاء الأسرى".

وأشار الأشقر إلى تمكن المقاومة من تحرير مئات الأسرى القدامى والمحكومين بالمؤبد خلال الصفقة الأخيرة بمراحلها الثلاث.

إلا أن الاحتلال لا يزال يعتقل ما يزيد عن 250 أسيرا من "عمداء الأسرى" وهم الذين أمضوا ما يزيد عن 20 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال، منهم 18 أسيرا أمضوا ما يزيد عن ربع قرن، بينهم 10 أسرى أمضوا ما يزيد عن ثلاثة عقود متواصلة.

وشدد الأشقر أن هؤلاء الأسرى "ليسوا أرقاما يتم تداولها عبر وسائل الإعلام بقدر ما هم ضحايا للإجرام الصهيوني الذي أقام السجون لتكون قبورا لهؤلاء الأسرى".

وأضاف أن لكل أسير "حكاية تحمل في طياتها حب الحياة والاستمرار والحرية"، ولكل أسير أحباب فقد العشرات منهم خلال فترة اعتقاله الطويلة، ولم يتمكن من وداعهم أو إلقاء نظرة فقط على جثمانهم قبل مواراتهم الثرى، وغالبيتهم من الفئة الأولى؛ كالآباء والأمهات والأبناء والأشقاء.

وقال إن العالم ومؤسساته التي تدعى حرصها على حقوق الإنسان، لم تستطع أن تساند هؤلاء الأسرى وأن تقف بجانب حقوقهم من أجل إطلاق سراحهم، أو الضغط لتوفير حياة كريمة لهم داخل الأسر وتوفير احتياجاتهم الأساسية وأغراض المعيشة البسيطة وقد تجاوز العديد منهم من العمر 70 عاماً ويعانى من عدة أمراض.

وأضاف الأشقر أن غالبية هؤلاء الأسرى يعانون من أمراض مختلفة تتراوح ما بين المتوسطة والخطيرة نتيجة تراكم الظروف القاسية عليهم، والانتهاكات التي تعرضوا لها خلال 25 عاماً وأكثر داخل الأسر.

وأشار إلى سياسة الإهمال الطبي التي لا تسمح لهم بالعلاج أو إجراء عمليات جراحية أو حتى تقديم أدوات مساعِدة، كاكراسى المتحركة والعكاكيز والنظارات الطبية، خاصة خلال العامين الأخيرين بعد تشديد ظروف اعتقال الأسرى ومضاعفة التنكيل والتعذيب بحقهم بأوامر من وزراء حكومة الاحتلال المتطرفين.

وبين أن من بين قدامى الأسرى، ثلاثة من فلسطينيي الداخل المحتل، وهم إبراهيم أبو مخ، وإبراهيم بيادسة، وإبراهيم أبو جابر، وهم يقضون حكماً بالسجن الفعلي لمدة 40 عاماً بعد تخفيضه من الحكم المؤبد، وتبقى لهم عدة شهور لإنهاء محكومياتهم والإفراج عنهم.

وطالب الأشقر المجتمع الدولي بأن يسجل موقفا إيجابيا لنصرة الفلسطينيين، والتدخل للإفراج عن هؤلاء الأسرى الذين أمضوا غالبية أعمارهم خلف القضبان.

كما طالب الوسطاء لاتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة "أن يكون لهم موقف حقيقي داعم لأسرانا، وأن يطالبوا بإطلاق سراح الأسرى القدامى ضمن اتفاق حسن نوايا".