غزة 2025.. عام الانتهاكات والدمار المستمر
غزة 2025.. عام الانتهاكات والدمار المستمر
الكوفية شهد قطاع غزة خلال عام 2025 سلسلة أحداث مأساوية تركت آثارًا عميقة على المدنيين والبنية التحتية والخدمات الأساسية حيث تصاعدت الهجمات العسكرية واشتدت الانتهاكات، فيما تراجعت مستويات الحياة اليومية بشكل غير مسبوق، لتصبح غزة واحدة من أكثر المناطق هشاشة في العالم.
هذا التقرير يستعرض الأحداث والأزمات التي مر بها القطاع خلال العام، مع التركيز على الانتهاكات العسكرية، الأوضاع الإنسانية، الاقتصاد، التعليم، الأطفال، معاناة الجرحى والمعاقين والنساء، والدور الدولي.
الانتهاكات العسكرية ووقف إطلاق النار
منذ 10 أكتوبر 2025 وحتى نهاية ديسمبر، سجل المكتب الإعلامي الحكومي بغزة مئات الانتهاكات من قبل جيش الاحتلال، التي تضمنت إطلاق النار على المدنيين بشكل مباشر، وتوغّل الآليات العسكرية في المناطق السكنية، بالإضافة إلى قصف المنازل والمؤسسات المدنية.
هذه الانتهاكات لم تقتصر على الضرر المادي، بل أدت إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين وزادت من المعاناة اليومية للسكان المدنيين. المنازل والمؤسسات التي دُمّرت كانت تمثل مصدر رزق للعديد من الأسر، ما أسهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية.
إلى جانب ذلك، نفذ الاحتلال اعتقالات غير قانونية بحق عشرات المدنيين، ما أثار حالة من الخوف وعدم الأمان.
الأوضاع الإنسانية والاجتماعية
تفاقمت الحياة اليومية لسكان غزة نتيجة الصراع المستمر، حيث أصبحت آلاف العائلات مشردة بلا مأوى واضطرت للعيش في خيام أو ملاجئ مؤقتة، مواجهة برد الشتاء القارس ونقص الخدمات الأساسية.
كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل حاد نتيجة تدمير الأسواق وتعطل سلاسل الإمداد، ما جعل جزءًا كبيرًا من السكان غير قادر على تلبية احتياجاته اليومية. المستشفيات والمراكز الصحية واجهت ضغوطًا هائلة بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية، مع زيادة عدد الإصابات الناتجة عن القصف، ما ترك الجرحى والمعاقين في وضع مأساوي، عاجزين عن الحصول على العلاج اللازم أو إعادة التأهيل، بينما ظل الألم الجسدي والنفسي يرافقهم يوميًا.
الاقتصاد المحلي تحت الحصار
الاقتصاد في غزة عانى بشدة خلال 2025، حيث تضررت قطاعات حيوية مثل البناء والعقارات بفعل التدمير المتكرر للمباني، الأمر الذي تسبب بخسائر مالية كبيرة للأسر والشركات المحلية. الأسواق التجارية أغلقت جزئيًا أو كليًا نتيجة المخاطر الأمنية، مما أدى إلى ارتفاع البطالة وانتشار الفقر بشكل واسع.
اعتمد عدد كبير من الأسر على المساعدات الإنسانية، التي لم تصل في كثير من الأحيان بسبب القيود الإسرائيلية، مما جعل القطاع أكثر هشاشة أمام أي أزمة مستقبلية، الحياة الاقتصادية في غزة أصبحت مرهونة بالتوترات العسكرية والحصار المستمر، بينما المواطن البسيط يكابد من أجل البقاء على قيد الحياة.
التعليم
العملية التعليمية في غزة واجهت تحديات كبيرة، إذ تعرضت العديد من المدارس والمرافق التعليمية لأضرار مباشرة أو تضررت بنيتها الأساسية، ما أدى إلى تعطيل الدراسة لفترات طويلة، آلاف الطلاب فقدوا فرص التعلم المنتظم، بينما تزايدت الضغوط النفسية عليهم بسبب الصدمات الناتجة عن الحرب وفقدان الأصدقاء أو الأقارب، البيئة التعليمية في غزة أصبحت محفوفة بالمخاطر، مما أثر على الجيل القادم وزاد من هشاشته في مواجهة تحديات المستقبل.
الأطفال ومعاناتهم المستمرة
الأطفال كانوا أكثر الفئات تضررًا من الأحداث في غزة خلال 2025. تعرضوا لموجات قصف مباشرة، وشهدوا فقدان منازلهم أو أفراد عائلاتهم، ما أدى إلى صدمات نفسية واسعة.
الكثير منهم اضطروا إلى التهجير مع أسرهم أو فقدوا القدرة على متابعة تعليمهم بسبب الدمار المستمر، الأطفال يعيشون في بيئة مليئة بالخوف والتهديدات اليومية، دون حماية كافية أو فرص للترفيه والتعليم المستمر، ما يعرضهم لمخاطر جسدية ونفسية طويلة المدى.
الجرحى والمعاقون ومعاناتهم اليومية
الجرحى والمعاقون في غزة عاشوا أوضاعًا مأساوية خلال عام 2025، إذ أصبح الوصول إلى العلاج والمعدات الطبية شبه مستحيل، المستشفيات تعاني من نقص شديد في الأدوية والمعدات الطبية، ما دفع بعض المرضى إلى الانتظار الطويل أو عدم الحصول على العلاج الكامل، المعاقون الذين يحتاجون إلى إعادة التأهيل اليومية وجدوا صعوبة كبيرة في تأمين احتياجاتهم الأساسية، بينما أثرت القيود الأمنية على إمكانية الوصول إلى مرافق الدعم والخدمات المتخصصة.
النساء وتضاعف الضغوط
النساء في غزة عانين بشكل مضاعف من ظروف الحرب، حيث تحملن مسؤوليات الأسر في غياب الخدمات الأساسية، وتعاملن مع فقدان المقربين والمنازل، فضلاً عن العجز عن الوصول إلى المرافق الصحية الأساسية للأمهات والأطفال.
انقطاع الكهرباء ونقص المياه زاد من صعوبة حياتهن اليومية، وجعل الوصول إلى الأمن والسلامة تحديًا مستمرًا.
إضافة إلى ذلك، استمرت إسرائيل في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل كامل أو جزئي، ما أدى إلى تأخر إيصال الغذاء والأدوية والمعدات الطبية، وزاد من حدة الأزمات الإنسانية والضغط النفسي على السكان المدنيين، وخاصة الجرحى والنساء والأطفال.
الدور الدولي والدبلوماسي
على المستوى الدولي، واجه قطاع غزة تحديات كبيرة، إذ أصدرت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بيانات تنديد متكررة بانتهاكات القانون الدولي الإنساني، مطالبة بوقف الهجمات على المدنيين وحماية البنية التحتية الأساسية، ومع ذلك، ظل الدعم الإنساني محدودًا بسبب القيود الإسرائيلية المستمرة، ما جعل إيصال المساعدات الغذائية والطبية صعبًا في كثير من المناطق.
المجتمع الدولي واجه انتقادات واسعة بسبب تقاعسه عن حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الأساسية، ما يزيد من شعور الغزيين بالعزلة والضغط المستمر.
عام 2025 كان عامًا قاتمًا لقطاع غزة، حيث سجلت الانتهاكات العسكرية تصاعدًا غير مسبوق، وتفاقمت الأزمات الإنسانية والاقتصادية، بينما الأطفال والنساء والجرحى والمعاقون يعيشون ظروفًا صعبة مليئة بالخوف والحرمان.
غزة أصبحت رمزًا لمعاناة شعب بأكمله يواجه التهجير والقصف المستمر وفقدان الخدمات الأساسية، وسط صمت أو تحركات دولية محدودة.
الوضع الحالي يعكس هشاشة القطاع واستمرار معاناته، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية عاجلة للضغط من أجل حماية المدنيين وتخفيف الأضرار الإنسانية.